الاثنين، 30 أغسطس 2010

إلي صديقي الذي عاجله الحب طفلا..........!!!!





مقال لي في الساحة الادبيةhttp://www.alsa7a.com/users/Abuabdullateef/entries/276122

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





أحبتي الكرام : أتمنى ممن يريد قراءة الأبيات أن يتمهل في قراءتها فإنها مرتبطة بقصة مؤثرة ذكرتها بعد القصيدة ، لئلا تفسد عنصر المفاجأة المذكور في القصيدة نفسها :-



(( إلى صديقي الذي عاجله الحب طفلا ** ))



أيا كم عذَّبَ الأقوام َ شوقٌ *** و زمجرَ في فؤادهمُ التياعُ

و زارهمُ الهوى والعودُ غضٌّ *** وأمرُ الحبِّ مسموعٌ مطاعُ

عرفتَ نداوةَ الأشواقِ طفلاً *** بريئاً والعيونُ لها التماعُ

يزورك طيفها فتهيمُ شوقا *** وما حِمْلُ المسهَّدِ مستطاعُ

وتحلم باللقاءِ و إن تناءت *** ديارٌ أو تباعدت البقاعُ

فان جاد الزمان بشمِّ عَرْفٍ *** من الأحبابِ وانكشف القناعُ

فقد حلَّت بساحتك الأماني *** وما يجري بما تلقى يراعُ

فنظرةُ عينها تروي فؤاداً *** سقاه من الظما مُدٌّ وصاعُ

وطيب حديثها يجلو هموماً *** سخينُ لهيبِها لا يُستطاعُ

إذا لاقيتَها فالعمر نهبٌ *** دقائقه عجولاتٌ سراعُ

تُساءلُ أين عُمراً تشتريهِ *** ألا ليت الزمان لكم يباعُ

إذن لشريتَه بنفيسِ مالٍ *** فما لغمام سعدِكما انقشاعُ

هنالك والنفوسُ مرفرفاتٍ *** ونهر الوصل ليس له انقطاعُ

و أنتَ من الأماني في نعيمٍ *** مقيمٍ لا يُبَتُّ ولا يُراعُ

دعى داعي الفراقِ وصاح بومٌ *** على الأغصان: قد عنَّ الوداعُ

فحِـبُّك لا سبيل إلى حماها *** فقد زفت لخاطبها (( .....عُ ))

فلا تذهب بنفسك في شتاتٍ *** من الآلام تنهشها سباعُ

وهوِّن ما لقيت من البلايا *** فقِدْماً كان بينكما رضاعُ

فأختك قد غدت كالروح تُرعى *** تُصان فلا تُسام ولا تُباعُ

تحاذرُ أن تطيف بها الرزايا *** وتشفقُ أن يطاولها ضياعُ

وعند الله تنتظر العطايا *** فما لهطول رحمته انقطاع




** روى لي احد أصدقائي قبل أيام ٍ قصته مع طفلةٍ من بلدته كان اسمها (( .....ع )) وكان اسمها اقرب شيء لصفتها فلكانها خلقت من نور الشمس - ولن يخفى استنتاج اسمها على اللبيب، ولكني لا أود التصريح باسمها لانها حية ترزق ، اسبغ الله عليها ستره ومنَّ عليها بنعيم الدنيا والآخرة ، وهي المذكورة في القصيدة - كان لا يفتأ يحلم بلقياها وزيارة بيت أهلها منذ أن وعى الحياة ، أحبها بكل ذرات جسده وخلجات فؤاده ، وكان غيابها عن عينه ضربا من العذاب لا يحتمله قلبه الصغير .

بدأ حبا طفوليا بريئا ودام كذلك حتى شارف عمرهما الحادية عشرة ، يقول انه لم يكن وقتها قد ناهز الحلم وان ما بينهما لم تشبه شائبة ريبة ، إنما كان عاطفة جارفة موّارة لا يعرف لها حدودا ولا لعنفوانها تفسيرا .


فما راعه في إحدى المرات التي أراد أن يذهب فيها إلى بيت أهل صاحبته كما اعتاد سابقا من غير نكير ولا استغراب ، ما راعه إلا إحدى قريباته تمنعه من ذلك فلما حاول أن يستبينَ السببَ الذي مُنع من اجله أن يرى اعز الناس على قلبه ، إذا بقريبته تلك تخبره أن (( ...... ع )) قد تزوجت وزفت إلى بيت عريسها وانه لا سبيل له إلى زيارتها ، عندئذ كاد فؤاده أن ينحطم ، و زارته هموم لو حملتها السماء لأطَّت أو الجبالِ لهُدَّت .


فلما رأى أهله ما حل بابنهم ، أرادوا أن يهونوا عليه الأمر فاخبروه أن بينه وبين تلك الفتاة رضاعة وأنها فعلا أخته دون شك ولا ريب ، وقد كان الخبر صحيحا لكنهم لم يهتموا بإخباره به قبل ذلك .

تحمل جراحه وطوى عليها جناحه وبدا يثوي إلى رشده ويوطن نفسه على ما استجد من أمرهما ، وقد زراها بعد ذلك هي وزوجها وقام بما عليه من واجب صلة الرحم ، حرس الله مهجته ورعى فؤاده .

حكى لي ولغيري القصة بنفسه بطريقة عجيبة جعلت الدموع تنحدر من أعين بعض الحاضرين وذلك يوم الجمعة الماضية 14 رجب 1431 هـ فأوحت لي قصته بهذه القصيدة .



أبوعبداللطيف ، إبراهيم الشريفي
الجبيل الصناعية ، ‏الأحد‏، 16‏ رجب ، 1431 هـ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق