الاثنين، 23 يوليو 2012

الجناة المنسيون


بسم الله الرحمن الرحيم


النقاش الدائر حول القنوات وما تبثه لا تخطئه العين ولا تفقده الاذن ولا يجهله احد، لكني هنا سوف اطرح قضية ربما لم اسمع احدا تحدث عنها بشكل واضح .

مربط الفرس في القضية برمتها هو(( المشاهد )) ، اي انهم آحادٌ من الناس يشكلون كمية هائلة من الاعداد التي تفتح شهية كل صاحب رسالة اعلانية بحيث يستهدفها ويؤثر فيها ، والفائدة المرجوة من ذلك تتمثل في تغيير الافكار والمعتقدات والعادات وحدود المقبول والمرفوض اجتماعيا او اعادة تعريف اللائق وما لا يليق وما يعتبر عيبا وما لا يعتبر كذلك ، وهذه وحدها تمثل مكسبا تنفق فيه الاموال و تتدخل فيه دول ( وقد فعلت ) وتستفيد منه منظمات وتصرف فيه اعمار.

اما الفائدة المرجوة الاخرى فهي الفائدة التجارية بحيث يزداد طرديا سعر الاعلان في قناةٍ ما اذا ثبت لديها ولدى من يريد الاعلان عن طريقها ان اعداد مشاهديها اكثر من غيرها ، وبالنسبة لي فاني ارى انها ليست هدفا اساسيا عند ال mbc  ومن لف لفها.

اذن فانا وانت و انتِ ايها القراء الكرام مانحن الا مجموعة من الرؤوس يتعامل بها تجار القنوات وتجار السياسة واصحاب العقائد كما يشاؤون وتبقى القضية ( الى من تسلم راسك ؟؟؟؟ ).

لنأخذ مثالا بسيطا : مسلسل عمر ، تكلم الناس فيه على القناة وقالوا فيها  ما لو جمع لفاق مجلدات كتاب الفنون لابن عقيل ، وانتقدوا العلماء المجيزين والمانعين ، وسبوا اباء الممثلين ، فلماذا عرض المسلسل رغم انوف الكارهين.
والسؤال الجوهري لدي : أليست المشكلة الحقيقة هي ان  mbc  قناة لها شعبيتها وجمهورها العريض الكامل الولاء لها الذي من مواصفاته :- ( لا اعني بهذا كل من يشاهدها ولكن اعني المتحمسين لها )

· ليست لديه مشكلة مع الثقافة الغربية المنحلة التي تبثها القناة عبر جميع قنواتها

·لا يأبه ولا يبالي بالحكم الشرعي عن الحلال والحرام عن الغناء والموسيقى والحجاب

·مسالة الغيرة على النساء والابناء والازواج من المناظر والتعابير الفاحشة قد تم ترويضها وتخفيف حدتها لديهم الى درجة كبيرة

·لديه مشكلة مع الاسلام الذي مرجعتيه الفتوى الصحيحة المؤصلة لكنه منفتح ومتقبل للإسلام ذي المواصفات المعدلة جينيا بحيث تتوافق مع الشبكات المعتدلة التي تتطلبها المرحلة ويوصي بها تقرير مؤسسة راند الشهيرة

·القناة تبث في بيوت هذا الجمهور منذ افتتاحها دون ادنى نكير وهو يتوسع في المشاهدة كلما توسعت القناة في العرض




والجواب هو ان هؤلاء الجمهور هم الذين يجب علينا ان نتقدم لهم بالخطاب الاخوي والدعوي والعتاب الصادق على ما هم فيه من هذه الغفلة البالغة والتفريط السادر ، يبقون اخوة لنا ولكنهم اتوا اما من جهة جهلهم الذي ارجو الله ان ينفع معه ايصال العلم الشرعي لهم او لقناعاتهم التي لن تستعصي على النقاش المخلص الحاني ، ولكن ستبقى في النهاية مجموعة من الناس لن تستجيب لناصح ولن ترعوي لمشفق.
اما القنوات فان معاصي مشاهديها هي التي شجعتها على ان تستخف بهم فتعرض ما تريد لا ما يريدون وفي النهاية للأسف سيريدون ما تريد كما قال الله تعالى عن فرعون ( فاستخف قومه فأطاعوه انهم كانوا قوما فاسقين )  ، ولكم – في المقابل - ان تعلموا  ان الله عصم بيوتا كثيرة في كل دول العالم العربي والاسلامي من قنوات الفجور ، وابدلهم خيرا منها فملأوا أوقاتهم بحفظ كتاب الله والعلم المفيد وبعض الترفيه البريء ومن اراد قنوات هادفة نظيفة فالسماء تعج بها والحمد لله وجزى من اوجدها جنات النعيم .