الخميس، 23 أكتوبر 2008

زائر جدة المفجوع الذي طقه الجوع ...................!!!!!!




بسم الله الرحمن الرحيم

 تحذير : المقال للدعابة المحضة فأرجو ألا يغضب أحد


حدثني صاحبي بالجوال : السلام عليكم ، ورحمة الله

 أنا : وعليكم السلام ورحمة الله ،

حياك الله، كيف حالك وكيف اهل الغربية ؟

هو : بخير وعافية ، وما بي ولا بهم إلا الشوق إليكم ،فلو قدر لهم أن ينطقوا بكلمة واحدة تتفق عليها قلوبهم لقالوا :-

أذكرونا مثل ذكرانا لكــم ::: رب ذكرى أرجعت من رحلا
اذكروا صباً إذا غـــنى بكم ::: شـرب الدمع وأدمى المقـلا

أنا : ( وقد استخفني الطرب من كلماته ) ، شيمتكم يا أهل جدة ، كرم ووفاء ، وحب و إخاء ،
ليتك تعلم ما تُكِنُّه الضلوعُ من الشوقِ لكم إذاً لاستخففت حنينكم ، ولهانت عليكم صبابتكم .

هو : فما يقعِدك عن زيارتنا وقد بلغ بنا وبكم الحنينُ هذه المبالغ ؟؟

أنا : لا والله لا يقعد بي عن زيارتكم عزم ، ولا يتلبث بي عنها شاغل ولأزورنكم إن شاء الله ولأتركن من أجلكم الأهل والديار .

ألقيت بجوالي جانبا وطفقت أتذكر ما سكّ سمعيَ من كلام الأدباء ، ونعيهم على أزمنتنا التي عز فيها الرفيق وندر فيها الوفاء ، فأصبح أثراً بعد عينٍ، وانه أندر من الكبريت الأحمر ومن بيض العنقاء ،

 فأزريت عليهم مقالاتهم تلك فهاهو صاحبي الأثير يُكِرُّ على دعاواهم بالتفنيدِ ، وعلى حججهم بالتوهيةِ ،  لا بلسان الحجةِ والجدالِ ، ولكن بالحال والفعال. وما هي إلا أيام و إذا بي أحلُّ ارض جدة ، فما لمثلي حاجةٌ إلى أن يعللَ حبه لجدةَ و أهلها ، فالوالدُ المباركُ من عمَّارِها وصاحبي من سكانها و الإخوة والأحباب فيها كثر وما حالي وحالهم إلا كما قيل

 يغفو على كفي لطول تأملي::: قلمي وأعجز ما الذي سأقول
 أأقول إنكمُ سكنتم مهجتي::: فالقول حق لا يفيه دليل
 أأقول إن القلب مشغول بكم::: أوتجهلون بأنه مشغول
 لا تسألوا عن سر شوقي إنني::: أشتاق لكن ليس لي تعليل

وبعد اتصالات وتنسيق ، لقيته ، فهششت وبششت ورحب وسهل وبالغ ، فطاب اللقاء وملأت منه عيني وفرحت بلقياه بعد طول افتراق .

 ولكن رابني منه أمر أنكرته ، فقد أكثر النظر إلي و حدّر عينيه في جسمي وصوبهما وهو يقول " ما شاء الله "!!!!!!!................ ، في لهجةٍ لم أجد لعجمتها حلاً ، ولا لرطانتها ترجماناً ، أما الألفاظ فمعروفة ، وأما المعنى فقد استعجم على ، وغاب عني كنهه . فلا ادري اهو الحسد على أن كساني الله من حلل العافية ما حرمه منه فهو كالعود اليابس ، دقت ساقاه وتباعدت خطاه ، فما خفت ذلك اليوم إلا أن تطير به الريح ، فيأخذني به أهله ويتهمونني بخطفه ، ولكن الله سلم فقد أمسكت بيده وشددته كما يشد الأعمى عصاه . وبعد نظراته و شزراته تلك ، استدار عني ليقود السيارة ، فما راعني إلا وهو يرفع يده اليمنى وقد حلق بإصبعيه السبابة والإبهام وفرد باقي أصابعه فردا منكرا وهو يلوح بها في السماء ، فلم ادر لذلك الأمر سرا وهو مدبر عني ، فخشيت على صاحبي ، أن تكون خسفات سوق الأسهم قد فعلت بعقله شيئا فما هو بصاحبي الذي أعرف أما الآن فقد فهمتها ، فيقيني انه كان يكلمني ولكن سرا بينه وبين نفسه قائلا : لألقننك درسا في الاقتصاد الغذائي لم ولن تر مثله.

 ركبت معه – على وجل - ولكن لا زال لدي آمال عراض في كرم الوفادة وصرت أفكر و أنا معه في السيارة في صباح الجمعة ، فأقول :- ترى هل سيجعل الوليمة ( مفطّحا ) على عادة أهل نجد ، أم مفصلة على عادتنا ، أم سيختار أن نذهب إلى أحد مطاعم جدة الراقية التي أسمع بها ولا أراها ......

            وذهبت بي الظنون كل مذهب ، وتركت لنفسي العنان تختار من صنوف الطعام أفضلها ، ومن أشكال الولائم أحلاها ، فكلام صاحبي و أشواقه التي ذكرت في أول المقال أكدت لي أني سأتنقل اليوم من نعيم إلى نعيم.

وبينا نحن في الطريق وقد اخترنا أن نصلي الجمعة في الحرم ، إذ به يسألني : أتريد أن تأكل شيئاً ؟ فقلت في نفسي : ما شاء الله يتشاطر علي ويريد مني أن أشبع من الآن فلا أتهنى في الغداء ، وتضاحكت قائلا في سري : إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا ، وبعدها أجبته : احضر لي شيئا خفيفا ، فما استطاع أن يخفي معالم الزهو والفرح لطلبي المتواضع فاحضر لي (( صامولي )) بالجبن ، وقهوة بالحليب .

 صلينا في المسجد الحرام وفي طريق العودة ، مال على بالنصائح الطبية والرياضية والرشاقية ..........الخ ، فكانت كل جوارحي تجيبه بأن صدقت ، صدقت ، سأبدأ من الغد بإذن الله حميةً أنسى معها حتى أسماء الطعام ، أما اليوم فلا سبيل إلى ذلك فالوليمة الموعودة بانتظاري :-

 وفي حبها كم قلت يوما لعاذلي ::: صدقت ولكن لا سبيل إلى الصبرِ

ولم أفق من آمال الوليمة الموهومة ، وآلام نصائحه غير المهضومة ، إلا وهو يقف بي عند باب منزل والدي ، وهو يقول " خلنا نشوفك ، لا تحرمنا من طلاتك !!! )

           فغرت مشدوها ، وبقيت كذلك ، ونزلت من السيارة ببطءٍ و أنا لا أستطيع الكلام ، بين اليقظة والمنام ، ولم أدر حينها أفي عالم الحقيقة كنت أم في عالم الأحلام ......!!!! ، وما زلت كذلك حتى رأيت غبار سيارته يغادر الحارة مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوةٍ وترحاب .

           الورطة الأخرى أنني قد رفضت عرضا قدمه لي الوالد – حماه الله – لكي اتغدى معه ، قائلا بشيء من النشوة : أنا مرتبط على وليمة غداء ، هنا أدركت أن نصيبي من الغداء ذلك اليوم ((صامولي جبنة جاف )) فلم اظفر من الوليمة لا ببل الصدى ولا بلعاعة أتبلغ بها.

          والكارثة الأخرى انه قد نما إلى علمي من مصادر رفضت الإفصاح عن أسمائها ، أن البوفيه التي احضرصاحبي لي منها الـ (( صامولي )) إياه ، شراكة بينه وبين البنغالي الذي يعمل بها و إلا ما الذي جعله يلف بنا إلى آخر الدنيا في مكان لا تراه من الخط السريع إلا بدربيل. فانظروا أيها الأحباب ما فعله بي صاحبكم وما آلت إليه حالي وحاله ، فقد صرف بضاعته وحسبها علي جميلا ، وجعل كرم وفادتي عليكم (( صامولي )) واللهم لك الحمد

إن كان هذا يرضيكم ، فما أقول لكم إلا ما قاله قبلي أبو الطيب :

إن كان سرّكمُ ((إكرام صاحبكم )):::فمــــا لجرح إذا أرضاكم ُ ألمُ


والسلام عليكم ورحمة الله