بسم الله الرحمن الرحيم :.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : وبعد
تسير بنا الأيامُ نحو مصائرِنا فنمرُّ بالمفاوزِ المقفرةِ والضواري الماحقةِ، نغذُّ المسيرَ ونقاربُ الخطى هرباً من هجيرِ الصحارى، وأنيابِ الكواسر.
ثم ما نلبثُ أن نمرَّ برياضٍ نظرةٍ وواحاتٍ وارفةِ الظلال ، تستروحُ فيها النفوسُ نعيمَ الدنيا ، وتلقي عن كاهلها عناءَ الطريقِ،
وتستجمُّ لتستعدَّ لما تنتظرُهُ من مراحلِ الوهجِ المحرقِ والرمالِ السوافي.
ولئن سألتني عن أحلى ما يرقصُ له القلبُ طرباً ويهشُّ لهُ الفؤادُ بهجةً فهو رؤيةُ الوجوهِ النظرةِ التي باعدت بيني وبينها الأيَّامُ . وحالتْ بيننا المسافاتُ والحدود.
لا استطيعُ وصفَ السعادةِ التي تنتظمُ كلَّ ذراتِ جسدي عندما ألقى ذلك الوجهَ الوضيءَ من إخواني ممن لم تحِدْ به الدنيا عن مبادئِهِ ولم تفتنْهُ عن دينهِ شهواتُها ، إنَّ لقيا مثلَ تلكم الوجوه لهو إشراقةُ الصباحِ الساحِرِ بعدَ سوادِ الليلِ الحالكِ ، وبشرى العافيةِ بعدَ مشارفةِ الموتِ ، و إطلالةُ الثراءِ بعدَ سنين الفاقةِ والعوزِ .
تراها فتعودُ إليكَ أيامُ الشبابِ الضاحكِ و الطفولَةِ الرفرافةِ، فتبدأُ بالتخلي عن أردية الرسميةِ المصطنعةِ والوقارِ المتحفظِ، وتعودُ فتىً مرحاً تنضحُ السعادةُ من بينِ جنبيك، وطفلاً بريئاً تعُبُّ من فرحةِ الأيامِ عبّاً، قبلَ أنْ تقتلكَ حقائقُها البغيضةُ المرَّةِ.
كم ابحثُ عن تلكم الوجوهِ وأصحابِها ، فلي بحمدِ اللهِ في كلِّ ارضٍ حبيبٌ ، وفي كلِّ وادٍ خليل ، أتسقَّطُ أخبارَهم ، افرح لأفراحِهِمْ ،
وآسَى لآلامِهِم ، أزورهمْ و أستزيرهم ، ولا غرو ، فلحظاتُ اللقاءِ بهم هي بعضُ نعيمِ الدنيا ،
و رضي الله عن أبي الدرداء إذ كان يقول : لولا ثلاثٌ ما أحببتُ البَقَاءَ في الدنيا : ساعةُ ظمأِ الهواجرِ ، والسجودُ في الليل ، ومجالسةُ أقوامٍ ينتقون جيدَ الكلامِ كما ينتقى أطايبُ الثمرِ .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : وبعد
تسير بنا الأيامُ نحو مصائرِنا فنمرُّ بالمفاوزِ المقفرةِ والضواري الماحقةِ، نغذُّ المسيرَ ونقاربُ الخطى هرباً من هجيرِ الصحارى، وأنيابِ الكواسر.
ثم ما نلبثُ أن نمرَّ برياضٍ نظرةٍ وواحاتٍ وارفةِ الظلال ، تستروحُ فيها النفوسُ نعيمَ الدنيا ، وتلقي عن كاهلها عناءَ الطريقِ،
وتستجمُّ لتستعدَّ لما تنتظرُهُ من مراحلِ الوهجِ المحرقِ والرمالِ السوافي.
ولئن سألتني عن أحلى ما يرقصُ له القلبُ طرباً ويهشُّ لهُ الفؤادُ بهجةً فهو رؤيةُ الوجوهِ النظرةِ التي باعدت بيني وبينها الأيَّامُ . وحالتْ بيننا المسافاتُ والحدود.
لا استطيعُ وصفَ السعادةِ التي تنتظمُ كلَّ ذراتِ جسدي عندما ألقى ذلك الوجهَ الوضيءَ من إخواني ممن لم تحِدْ به الدنيا عن مبادئِهِ ولم تفتنْهُ عن دينهِ شهواتُها ، إنَّ لقيا مثلَ تلكم الوجوه لهو إشراقةُ الصباحِ الساحِرِ بعدَ سوادِ الليلِ الحالكِ ، وبشرى العافيةِ بعدَ مشارفةِ الموتِ ، و إطلالةُ الثراءِ بعدَ سنين الفاقةِ والعوزِ .
تراها فتعودُ إليكَ أيامُ الشبابِ الضاحكِ و الطفولَةِ الرفرافةِ، فتبدأُ بالتخلي عن أردية الرسميةِ المصطنعةِ والوقارِ المتحفظِ، وتعودُ فتىً مرحاً تنضحُ السعادةُ من بينِ جنبيك، وطفلاً بريئاً تعُبُّ من فرحةِ الأيامِ عبّاً، قبلَ أنْ تقتلكَ حقائقُها البغيضةُ المرَّةِ.
كم ابحثُ عن تلكم الوجوهِ وأصحابِها ، فلي بحمدِ اللهِ في كلِّ ارضٍ حبيبٌ ، وفي كلِّ وادٍ خليل ، أتسقَّطُ أخبارَهم ، افرح لأفراحِهِمْ ،
وآسَى لآلامِهِم ، أزورهمْ و أستزيرهم ، ولا غرو ، فلحظاتُ اللقاءِ بهم هي بعضُ نعيمِ الدنيا ،
و رضي الله عن أبي الدرداء إذ كان يقول : لولا ثلاثٌ ما أحببتُ البَقَاءَ في الدنيا : ساعةُ ظمأِ الهواجرِ ، والسجودُ في الليل ، ومجالسةُ أقوامٍ ينتقون جيدَ الكلامِ كما ينتقى أطايبُ الثمرِ .
ولا تعجبْ قارئي العزيز إنْ قلتُ لك أنني لا ارحلُ لمكانٍ اعرف أن فيه أحداً منهم حتى احرصَ على أن أراهُ أكثرَ من حرصي على قضاءِ الغرضِ الذي من اجله رحلتُ إلى البلدةِ التي يعمُرُها.
بيدَ أنَّ نعيمَ الدنيا يشوبُهُ التنغيصُ ، وسعادتُها تكدُّرُها الهمومُ وهكذا خبرْنا الحياةَ ، لا تستقيمُ لأحدٍ على ما يحبُّ ولا تستمرُّ له على ما يريد ، فان مما يذهبُ بحلاوةِ طعمِ اللقاءِ وفرحةِ التناجي وتعانقِ الأنفسِ والأبصارِ ، سوءُ الظنِّ و اعتسافُ التفاسيرِ الخاطئةِ لبعضِ ما يصدُرُ من الإخوةِ نحو بعضهم ، في ساعات التبسُّطِ والتحرُّرِ من قيودِ التكلفِ والرسميات.
فما اشدَّ الألمَ َحينَ يحكُمُ عليك أحبُّ الناسِ إليكَ وأقربُهُمْ إلى قلبك بالإساءَةِ ، ثم ينصبُ لكَ محكمةً هو فيها القاضي والجلاد ، وينفِّذُ فيكَ حكمَهُ بلا تراخٍ ، دون أن يستفسرَ منكَ عنْ كلمةٍ ندَّتْ منكَ ، حَمَلَها على أسوأِ المحاملِ ، و دونَ أن يمنَحَكَ حقَّ المنافَحَةِ عن نفسِكَ ، أو إيضاحِ قصدِكَ الذي قد تكونُ أَخْطأتَ فعلاً في التعبيرِ عنهُ ، ولكن حقيقته ((رغم سوء التعبير )) لم تخرجْ عن كونِهِ قصدَاً بريئاً طاهراً طهارَةَ ماءِ المزْنِ .
وكم جنى سوءُ التعبيرِ من جنايةٍ على منْ أطلق لقلمهِ العنان، أو للسانِهِ المقال :-
في زخرُفِ القولِ تزيينٌ لباطــلِهِ************والحقُّ قد يعتريهِ سوءُ تعبيرِ
تقولُ هذا مجاجُ النحلِ تمــدحُهُ************وإنْ تشأْ قلتَ ذا قيءُ الزنابيرِ
مدحاً وذماً وما جاوزت وصفَهُمَا************والحقُّ قدْ يعتريهِ سوءُ تعبيرِ
ورحمَ اللهُ سلفنا الذينَ علَّمونا كثيراً من طرائقِ التعاملِ الأخويِّ الذي قد نعتبرُهُ في مثلِ أيامنا هذِهِ ضرباً من ضروبِ الخيالِ ، أو المثاليةِ المغرقةِ في التنظير ، ولكنها الحقيقةُ التي كانوا بها يعيشون ويتعايشون .
يقول أميرُ المؤمنينَ عمرُ بنُ الخطابِ رضيَ اللهُ عنهُ: "لا تظنَّنَّ بكلمةٍ خرجتْ من أخيكَ المؤمنِ شرّاً وأنتَ تجَدُ لها في الخيرِ محملاً "
قال رجلٌ لابنِ السِّماكِ التابعي الزاهد : ( الميعادُ بيني وبينَكَ غداً نتعاتبْ ) ،
فرد عليه ابنُ السماكِ رحمهُ اللهُ قائلاً : ( بلِ الميعادُ غداً بيني وبينَكَ نَتَغَافَرْ )
ولئنْ كنتُ أوردتُ ما أوردتُ ، فانّيْ اعْلمُ بنفسي كمْ هيَ بعيدةٌ عنْ مثلِ هذهِ المعاني
العاليةِ والأخلاقِ الرفيعة ، ولكن لعَلَّ في إيرادِها تعليماً وتذكيراً لنفسيَ إذْ أنني أولُ المستفيدينَ ، وأمَّا انْتم فمن رآها نافعةً فتلكَ أَسمى أمانِي ََّ ، ومن رآها غير ذلك ، فلا شكَّ انَّهُ لمْ يصِلْ إلى هذا السطرِ من المقال إذْ لا بدَّ انهُ قرأ قليلاً منه ثمَّ تركَهُ فمثلُهُ لنْ
يقرأَ عُذري وان اعتذَرْتُ
السبت 2 سبتمبر 2006 07:07 م عرض اخر عنوان للرد
السبت 2 سبتمبر 2006 07:19 م عرض اخر عنوان للرد
السبت 2 سبتمبر 2006 10:43 م عرض اخر عنوان للرد
الأحد 3 سبتمبر 2006 12:04 ص عرض اخر عنوان للرد
الأحد 3 سبتمبر 2006 01:22 م عرض اخر عنوان للرد
الأحد 3 سبتمبر 2006 01:46 م عرض اخر عنوان للرد
الأحد 3 سبتمبر 2006 09:43 م عرض اخر عنوان للرد
الأحد 3 سبتمبر 2006 11:22 م عرض اخر عنوان للرد
الأحد 3 سبتمبر 2006 11:41 م عرض اخر عنوان للرد
الإثنين 4 سبتمبر 2006 11:14 ص عرض اخر عنوان للرد
الإثنين 4 سبتمبر 2006 06:39 م عرض اخر عنوان للرد
الإثنين 4 سبتمبر 2006 08:18 م عرض اخر عنوان للرد
الثلاثاء 5 سبتمبر 2006 01:42 م عرض اخر عنوان للرد
الثلاثاء 5 سبتمبر 2006 11:35 م عرض اخر عنوان للرد
الأربعاء 6 سبتمبر 2006 02:44 ص عرض اخر عنوان للرد
الأربعاء 6 سبتمبر 2006 05:55 م عرض اخر عنوان للرد
الأحد 10 سبتمبر 2006 01:31 م عرض اخر عنوان للرد
الأحد 10 سبتمبر 2006 07:11 م عرض اخر عنوان للرد
الأربعاء 13 سبتمبر 2006 01:50 م عرض اخر عنوان للرد
الأربعاء 20 سبتمبر 2006 03:15 م عرض اخر عنوان للرد
الأحد 24 سبتمبر 2006 02:57 ص عرض اخر عنوان للرد
الأربعاء 8 اكتوبر 2008 09:32 م عرض اخر عنوان للرد