السبت، 18 ديسمبر 2010

مقامة الجوال

السلام عليكم أيها الكرام ورحمة الله وبركاته :-

وبعد فهذه محاورة شعرية دارت بيني وبين احد الزملاء حول جوالي الذي فقدته في حج عام 1428 هـ ولا أراني فقدته إلا بسبب عين حاج لم يقل " ماشاء الله "، فلقد رآني أتصفحه، فسألني عنه،  وفغر فاه، واتسع شدقاه، وحملق في الجهاز



 ودقق، ولا أراني رزئت إلا من قبله ، فغفر الله له  وسامحه ، فمن بعد تلك الدورة التدريبية التي أعطيتها له مختارا عن الجهاز ومزاياه ، ذهبت لأشحن الجهاز فما وجد للزاد مذاقا و أبى أن يطعمه، صبرت على ما أصابه من الوهن حتى آذننا مشرفوا الحملة أن قوموا إلى حافلاتكم يرحمكم الله فقد آن وقت نفرة الحجيج من عرفة إلى مزدلفة ، فما كان مني إلا الإسراع والهرولة تجميعا للمتاع ، واستعدادا للرحيل ومناداة للأهل ، فمازلت في أمري ذاك حتى استويت على مقعد الحافلة ، ثم حانت مني انتباهة أردت منها أن أتفقد حاجياتي وإذا بالجوال المسكين في عداد المفقودين، وهيهات فقد لات حين رجوع، ولم يكن البحث عنه أو العودة إليه من الممكنات
 .

وبعد العودة إلى الديار سالما راسلت الذين اجزم أنهم راسلوني و هاتفوني تهنئةً بالعيد ، راسلتهم معتذرا بضياع جوالي فما كان من أخي  ابوتميم ، صالح العمري إلا أن قال :-

غاب الحبيب ولاح طيف سؤاله**
فاسأل حمام الدوح عن  أحواله@

لو كنت من أهل القيافة زرته**
وقصصت وجه الأرض عن جواله@
_______________________________
فقلت:-
لا تعذل المفجوع في جواله **
حتى تفتش عن جميل خصاله(1)

مذ طاف بالبيت العتيق و نفسه **
مهمومة بمعاده ومآله

حتى إذا ما النفس فازت بالمنى**
في موقف الهادي البشير و آله

عاف الحياة وتاق للأخرى وفي**
عرفاتِ قد ألقى عصا ترحالِهِ

شهرين عاشهما ومات ملبيا**
شبنا وما نلنا حميد فعاله
======================
1-أي الجوال
_______________________________
فقال ابوتميم :-

لما رأى جوالكم شغف الملا**
بتجدد الموضات في أجياله

والناس تحتقر القديم وقد رأت**
عبث الزمان بقدره وجماله!

فاختار أن يمضي جديدا غاليا**
قبل المشيب..وضعفه.. وسعاله

وشحوب لوحته.. وقلة شحنه**
وتعثر الكلمات في أوصاله

فعزاؤكم حسن الختام وربما**
يسلي عن المفقود طيب مآله..
فرددت عليه:-

أرثي له إذ مات في عهد الصبا **
لم يهن بالمعسول من آماله

وتخطفته يد المنون وما قضى **
أوطاره والحلو من أحواله
_______________________________

فقال :-
لو لم يمت في عزه لم ترثه **
ولما فجعت لدى غروب هلاله..

كم من كريم حين طال بقاؤه **
دقت طبول السعد في ترحاله!!
_______________________________

فرددت عليه :-

سريت عني بعد أن كاد الأسى **
يقضي على المحزون في أغلاله

سأزور أسواق الهواتف من غد **
واقلب الآلاف من أمثاله

وأحوز إحداها بغالي سعره **
حتى أفوز بدله ودلاله
_______________________________
مشاركة من أبي عمر ، ظافر بن سيف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تفاعلت مع أبياتك وأبيات الأخ صالح حيث أبدعتما فأحببت المشاركة:

صرمت يد الأيام حبل وصاله**
واستوحش المحمول من حماله

عبر الحدود مع البحار ميمما**
أرض الخليج ولج في تجواله

حتى إذا ضمته أطهر بقعة**
ألقى بساحتها عصا ترحاله

ونوى المقام بها فودع بعدما**
أبدى الخشوع وكف عن إرساله

يا ليت شعري هل أقام بأرضها**
أم عاود التجوال مع نشاله .
_______________________________

رد من صالح على ظافر :-

سبحان الله: أعددت هذا الرد ولم أرسله لك في حينه:

عجبا أبا عمر قسوت على أخ=:
والحق أن ترثي لرقة حاله..

إني تخيلت الفقيد مكبلا:
مثل السجين يضج في أغلاله

في كف بنغال=  مجخ يقتفي:
إبليس إذ يوحي إلى بنغاله

قد أبدل اسمك في الجهاز بعمه:
ورفاقه والصيد من أخواله!

فارفق بمن جرع المصاب وقل له:
قولا يهدهد ما استجاش بباله

بعض الحقائق علقم مر.. فما:
أحلى المقام إذا اكتسى بمقاله!
_______________________________

رد من ظافر على صالح :-

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعتذر لتأخر الرد للانشغال:

ذكرتني البنغال حلوا موطني
: فرأى الأذى المحموم من بنغاله

ليسوا لوحدهم فكم من مجرم
قد شابه البنغال في أفعاله

ولقد عجبت من التناقض والهوى
وتقلب الجوال في أحواله

صحب السواك بجيب صاحبه فلم
يشهد سوى الحسنى وطيب مقاله

حتى تخطفه السروق ودسه
مع علبة الدخان في بنطاله.
_______________________________

فقلت لهما :-

لا تذكروا إلا محاسن ميت :
أفضى إلى ما فات من أعماله

لو مسه من ذي الخلائق مائقٌ :
لقضى من الحسرات في أسماله

لا لن يعيش بكف غدار ولو :
جرع العذاب بمره و وباله

شكر الله تفاعلكم الجميل ، ولا أريد أن أشغلكم ب "الفقيد" أكثر من هذا
والله سالفته صارت سالفة
_______________________________

فرد صالح:-


إني بليت بأمة غجرية:
جمعت حرام الرزق فوق حلاله

وشهدت بنغلة الوظائف فاستفق:
من حلم سعودة= لبعد نواله!

ولئن مضى جوالكم بقصائد:
تلقي الضياء على جميل خصاله

فالذكر يبقى والمحاسن تصطفى:
ومناقب المحمول من حماله!!


وهنا هدأت عاصفة الردود واستسلمت النفوس بعد ذهاب المفقود !!!
_______________________________


هناك تعليقان (2):

  1. الله يعطيكم العافية

    الله يرحم الجوال طلع مواهبكم

    ردحذف
  2. الله يا ابراهيم على هالشعر ما سمعنا انك شاعر ايام البترول ولا علمنا احمد شيبان انك شاعر عموما جميل جدا والى الامام الى الامام زنقه زنقه دار دار هههههههههه

    ردحذف