الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

وهم التواصل ... عبر برامج التواصل !!!!!


بقلم : ابراهيم الشريفي
بسم الله الرحمن الرحيم


تخيل أنك تدخل مجلساً فيه أناسٌ تعرف معظمهم وكانت بينك وبينهم عشرة ومودة وطيبُ صحبة، لكنك تدخل ذلك المجلس لأول مرة فيهش لك أناس قليلون ممن يحفظون الود، ويعرفون حق الصحبة، ويصمت الاخرون صمت المقبورين، فلا هم بك مرحبين ولا 

عن أحوالك سائلين، لا يردون عليك سلاما ولا يبادرونك ان كنت بالسلام اول البادئين، كل هذا وانت تنتظر ان تعرف لهم طريقا منذ سنين متطاولة، تريد أن تعرف أحوالهم وتعيد ماء الوصال بينك وبينهم كما يعود ماء الحياة الى وردة أضناها العطش وأذبل أوراقها الجفاف، فهاهم أولاء معك في نفس المجموعة لا تعلم شيئا عنهم ولا إلام تحولت بهم الايام، ربما ينتظرون ان تبدأهم انت بكل ذلك فلا هم احسنوا ولم تك انت من المحسنين. 
تلكم هي بليتنا بالتقنية - إذ أسأنا استخدامها - أرهقت فينا روح المودة الصادقة وسلبت منا معاني الاخوة، وأوهمتنا بالقرب بينما نحن في الحقيقة نزداد بعدا. 
كنت في ما مضى أفرح بالرجل من أصحابي أجد وسيلةً للاتصال به، فاذا الدنيا لا تكاد تسعني فرحةً بلقائه إن لقيته، او طربا بصوته إن هاتفته بعد طول النوى وتباعد أوقات اللقيا، اما اليوم -وما ادراك ما اليوم- فها نحن نجتمع في مجموعات بعضها يخص الجامعة والآخر يخص العائلة وثالثة للعمل واخرى للحي واخرى للمسجد.... وهلم جرا ، فأوهمتنا انا متواصلون ونفثت في روعنا انا متقاربو الأرواح، فقعد الأصدقاء والأقارب والزملاء جميعا عن واجبهم ظنا منهم ان مجموعات التواصل تجدي نفعا او تقوم مقام الزيارة والتوادَّ والاحسان.
 كلا والله، لكنها كشفت عن معادنِ الرجال، وأبانت صحيحَ الاخلاقِ عن زائِفِها، إذ لستَ تعدمُ من بين هذه الجموع الوهمية أفراداً نادرين لا تزال اصواتهم - كلما هاتفوك - تطرب اذنيك، وزياراتهم تتوالى عليك، و دفءُ ودِّهم يعبر الأجواءَ والقاراتِ فيرد لك روحك ويجعلك تردد الكلمة التي تكاد تنسى ..... :- ( لا زال في هذه الدنيا خير !!!)
، ولست أُراك ايها الاخ المبارك إلا مكافئاً لهم بخيرٍ مما بدأوك، أو مبادراً لهم بالمعروف وان جفوك.
اخواني، عبروا عن محبتكم لمن لكم به صلة بالزيارة الشخصية اينما ثقفتموهم، أو المكالمة والرسالة (( الخاصة )) أو الهدية التي توجب المحبة وتزيد الألفة أو الصلة الواجبة للأرحام ودعوكم من وهم التواصل.... عبر اجهزة التواصل !!!!



ابوعبداللطيف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق