الأربعاء، 1 يونيو 2011

شموخ العفاف ..........................حوار تجلله الدموع ، بين بنت وابيها !!!!





بسم الله الرحمن الرحيم

قصيدة شموخ العفاف ، يلقيها الابن عبداللطيف حفظه الله 

الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
في وسط الضجيج الهائل الذي أصم آذاننا من أولئك الذين يحلمون باليوم

الذي تخلع فيه بناتنا جلباب الحياء ، وينطلقن مشرعاتٍ للريح خصالَ شعرهن تلعب به الريح يمنةً ويسره ، وينسون أو يتناسون أن مجتمعنا لا زال بحمد الله يقظا لحيلهم ، منتبها لمعسول كلامهم ، رافضا لما يبشرون به من حريات الغرب الزائفة التي تبين كذبها لكل ذي قلب واع سليم ، هذه كلمات أب ربّى ابنته صغيرةً وسعد بطفولتها دهرا ثم كان بينه وبينها ما تحكيه  أبيات القصيدة ، والتي أسميتها :

شُموخُ العَفَاف
بقلم : إبراهيم بن حمدان الشريفي
الجمعة – 10 جمادى الثانية 1432 من الهجرة النبوية المباركة

تخـطُـو فَيَبـتَـسِـمُ الــفُــؤَادُ الـمُـتـعَـبُ
تَـرنُــو فَيحـتَـفَـل الـفَـضَـاءُ وَيَــطــرَبُ


إِن أَقـبَـلَـت نَـحــوِي فَـلَـسـتُ بِـسَـائِـلٍ
عَـمَّـن يَـجِـئُ مِـــن الـعِـبَـادِ وَيـذهــبُ


أَو صارَمتْنِـي[1] فالسـمـاءُ كَسِيـفـةٌ
و دَمُ المَحَاجِـرِ عَـن ضَمِيـرِيَ يعـرِبُ


كَـم دَاعـبـتْ يَـدُهَـا الصَّغِـيـرَةُ لِحيَـتـي
وحمـلـتُـهـا فـالـسـاعـدانِ الـمَـركَــبُ


ويزورهـا طَيـفُ الـرُّقَـادِ عَـلَـى يَــدي
فَرَبِـيـعُ أَيَّـامِــي مَـريــعٌ[2] مُـعـشِـبُ


ولــقــد أُطــــوِّفُ بـالـبــلادِ مـشــرِّقــاً
حـتـى أَكِــلَّ مـــن الـسُّــرى فـأُغــرِّبُ


فـتـظــلُّ واجِــمــةَ الــفــؤادِ كـسـيــرةً
وتـسـائـلُ الـغـاديـنَ هـــل عـــاد الأب


فــإذا رأتـنــيَ بـعـدمـا طـــالَ الـنَّــوى
غنَّـى لهـا الكـونُ الفسـيـحُ الأرحــب


كَـانَــت سَــعَــادَةَ نَــاظِــريَّ صَـغِـيــرَةً
وَعَبِيـرُهَـا مِـــن كُـــلِّ طـيــبٍ أَطـيَــبُ


ومَضَى الزمـانُ فَمَـا شَعَـرتُ بِسَعيِـهِ
إِلاّ وَ بــنــتـــيَ لــلـــعُـــلا تَــتَـــوَثَّـــبُ


مَـرَّت عَـلَـيَّ وَفِــي العُـيُـونِ سحـابـةٌ
مِـن فَيـض أَحـزَانَـي تـنـوءُ وتسـكُـبُ


فحَنَـت[3] عَـلـيَّ وَأَقبَـلَـت بِحَدِيثِـهَـا:
لِــمَ يَــا أَبِـــي مِـمَّــا أُسَـائِــلُ تَـهــرُبُ


قَل لِـي بِرَبِّـك مَـا الَّـذِي جَعَـلَ الأَسَـى
يـعـلـو جـبـيـنَـكَ بـالـهـمـومِ ويـغـلــبُ


فَأَجَبتُـهَـا:أَخـشَـى عَـلَـيــكِ غــوائـــلاً
مِـمَّـا يَـمُـورُ بِــه الـزَّمَــانُ الأَغـــرَبُ


أَخــشَــى دُعَــــاةً لِـلـسُّـفـورِ كَـأَنَّـهُــم
بُـومٌ[4] عَـلَـى أَيــكِ الرَّذِيـلَـة يَنـعِـبُ


أَخـشَــى عَـلَـيـكِ مُـتَـاجِـراً بِـعُـلُـومِـهِ
يُفـتِـي بِـمَـا يُمـلِـي الـظَّـلُـومُ وَيَـكـتُـبُ


وَيْـلِـي إِذَا استَمَـعـتْ حَـرَائِــرُ أُمَّـتِــي
لـمُـفـتَّـنٍ فِــــي كُــــلِّ يَــــومٍ يَـخـطُــبُ


يَـدعُـونَـهُـنَّ لِــكَــي يَــكُــنَّ جَــوَارِيــاً
يُـلـهَـى بِــهِــنَّ وَيُـسـتَـهَـانُ وَيُـلـعَــبُ


تخِذُوا[5]مِـن الغَـرب العَمِـيِّ دَلِيلَهُـم
أ َنَّـــى الـهِـدَايَـةُ وَالـدَّلِـيـلُ الـعَـقــرَبُ


قَـالَــت أَيـــا أَبَـتَــاهُ لَـســتُ سَـفِـيـهَـةً
تُصـغِـي إذا نَـطَـق الـخَـؤُونُ الأكــذبُ


أَوَ كُــلَّــمَــا دَاعٍ دَعَــــــا لِـنَـقِـيــصَــةٍ
تَــذْوي[6] لمنطِـقِـهِ الـبـلادُ وتـخـرَبُ


تَبِـعَـتْـهُ مـــن كـــلِّ الـبــلادِ أوانــــسٌ
كالذرِّ[7]في طول المَهَامِهِ[8]يَسْرُبُ


كَــلاّ فَــلا وَالـلَّــه نَـخـفِـرُ[9] عَـهـدنَـا
فليُرجِـفـوا مـــا يشـتـهـون ويُجـلِـبـوا


سَأَعيـشُ فِـي قِمَـمِ العَفَـافِ مَصُـونَـةً
كالـروحِ تحفَـظُ فـي الجَنـانِ وَتُحجَـبُ


أَو قَــد رَأَيــتَ عَـلَـى الطَّـرِيـقِ لآلِـئــاً
تـرمــى هـنــاك فتـسـتـبـاح وتـنـهــبُ


أَبَتَاهُ أَنـت إلـى الكتـابِ هديتنـي[10]
فَـأَنَــا لـربِّــيَ بِالـحَـيَـا[11] أَتَــقَــرَّبُ


وَ غَذَوتَنِـي سُنَـنَ النَّبِـيِّ مُحَـمَّـدٍ[12]
كَـــــلا فَـلَــســت لِــهَــديِــهِ أَتَــنَــكَّــبُ


أُمِّـي - وَيَـا لسخِيـنِ دَمـعِـيَ بَعـدَهَـا -
قَــــد فـارقَـتْـنـا فَـالـضُّـلُــوعُ تـلــهَّــبُ


رحلـتْ إلـى الـبـرِّ الرحـيـمِ فمهجـتـي
مــن فـــرطِ حُـزنــيَ بـعـدهـا تـتـعـذبُ


لا لَـن أُضيـعَ عُهُودَهَـا سأسـيـر فــي
دَربٍ مَـضَـتْ فِـيـهِ أَخُبُّ[13]وأَتْـعَـبُ


إِن الــعُــلا صــعــبٌ عَــلَــى طُــلابِــهِ
لَـكِـنَّــهُ مِــــن كُــــلِّ شَــهْــدٍ أَعـــــذَبُ


صَمتَـتْ وأكمـلـت الحـديـثَ دُموعُـهـا
فـنــيــاطُ قـلــبــيَ بـاكــيــاتٍ تَـنْــحِــبُ


قـبّـلْــتُ بَــيــنَ المُقـلَـتَـيـنِ بَـشَــاشَــةً
وَظـلـلــت مــــن كلـمـاتـهـا أَتَـعَـجَّــبُ


وَ تَـحَـدَّرَ الـدَّمـعُ العَـزِيـزُ وَلَــم يَـكُـنْ
لِـعَـظِـيــمِ أَمْـــــرٍ قَـبْـلَـهَــا يَـتَـصَــبَّــبُ



[1] والصُّرْمُ: اسم للقطيعة، وفِعْلُه الصَّرْمُ
[2] المَرِيعُ : الخَصِيبُ
[3] بالتخفيف وبتشديد النون : أي عطفت وأشفقت
[4] البُوم :جمعُ بُومَة
[5] تصح بالألف – اتخذوا – وبدونها
[6] تذوي : تفسَدُ من قولهم ذَوى الزرعُ إذا ذَبُلَ وذهب رواؤه
[7] الذر : صِغارُ النَّمل، واحدته ذَرَّةٌ
[8] الـمَـهْمَهُ : المفازةُ البعيدةُ الأطراف، والجمع الـمَهَامِهُ
[9] أَخْفَرْتَ الرجلَ : إِذا نقضتَ عهدَه وذمامه
[10] أي دللتني وأرشدتني
[11] أي الحياء ولكن بالتخفيف دون الهمزة الأخيرة
[12] صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم
[13] الخَبَبُ : ضَرْبٌ من العَدْوِ

هناك 5 تعليقات:

  1. نفع الله بها

    ردحذف
  2. لعل من دعاء لمثل هذه الفكره الهدامه أن يقراء ويطلع لحال المسلم الغيور على دينه وعرضه وأن يكون على ثقة تامه بأننا لازلنا في خير وأن مايسعون إليه ليس إلا طعُم لمن لا ينتسبون في قيمهم وعاداتهم لشريعه الإسلام وسنه المصطفى (صلى الله عليه وسلم) .

    ردحذف
  3. بارك الله فيك أبا عبداللطيف وأسأل الله أن يحفظ بناتا وأمهاتنا وأخواتنا وجميع المسلمين من كيد الكائيدين

    ردحذف
  4. أبو عبدالرحمن، سعد17 مارس 2012 في 3:10 م

    أعود بين حين وآخر فأطالع هذه القصيدة الجزلة لما تحويه من رسائل عميقة.

    ردحذف
    الردود
    1. حياك الله ابا عبد الرحمن ، ولي الشرف بمرورك

      حذف